languageFrançais

تقليص المساحات السقوية يتسبّب في فقدان الآلاف من أيام العمل

دعت وزارة الفلاحة لثلاث مواسم متعاقبة، الفلاحين مستغلي المساحات السقوية إلى التقليص في المساحات المخصصة للخضر والغلال السقوية بسبب ندرة الأمطار وتراجع إيرادات السدود.

وفي مفتتح الموسم الفلاحي الحالي دعت الوزارة منظوريها من مستغلي منظومة الري العمومي إلى التخلي كليا عن زراعة الخضر والغلال السقوية.

ونتيجة لذلك تراجعت المساحات السقوية المخصصة لزراعة الطماطم الفصلية على مستوى وطني من 13 ألف هك إلى 7 آلاف هك أي بنسبة تراجع بلغت 75% مقارنة بالسنة الفارطة.

وتراجعت المساحات المخصصة لزراعة الفلفل بنسبة 45% على مستوى وطني أيضا بسبب الجفاف وندرة الأمطار لهذا الموسم.

كما تراجعت نسبة زراعة الخضر الورقية بحوالي 30% وتقلصت المساحات المخصصة لزراعة الغلال الصيفية كالبطيخ والدلاع بنسبة 20% مقارنة بالسنة الفارطة وفق تصريح أنيس الخرباش المتحدث الرسمي باسم الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري لموزاييك.

وينعكس هذا التقليص في المساحات المزروعة على اليد العاملة في القطاع الفلاحي متسببا في تسجيل نقص بـ25% من أيام العمل، علما أن الهكتار الواحد يوفر عادة ما بين ال 100 يوم عمل إلى 600 يوم عمل في فترة الجني التي تتتراوح عادة بين أربع إلى ستة أشهر.

ففي نابل تراجعت المساحات المخصصة لزراعة الطماطم ب 50% أي زراعة 2500 هكتار مقارنة ب 5000 هكتار في السنة الفارطة وفق تصريح عماد الباي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل.

وقال خالد كشو أحد مزارعي الطماطم بالجهة لموزاييك إنه تخلى عن زراعة هكتار كان مخصصا لزراعة الطماطم ما يعني التخلي عن 70 يوم عمل للفلاح الواحد.

وباعتماد تصريح الباي حول تراجع المساحات المخصصة لزراعة الطماطم بألفين ونصف هك لهذا الموسم في ولاية نابل فإن حاصل أيام العمل المفقودة بلغ 175 ألف يوما في قطاع الطماطم فقط!

وقال عماد حسونة فلاح مختص في زراعة الفراولة إن الهكتار الواحد من الفراولة يشغل 300 يوم عمل في السنة.

وحسب تصريح عماد الباي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة في نابل فقد تم تقليص المساحة المخصصة لزراعة الفراولة في ولاية نابل ب100 هكتار ما يعني فقدان 30 ألف يوم عمل لهذا الموسم في قطاع الفراولة.
 
وإجمالا فإن العمل الموسمي يمثل غطاء اجتماعيات لعاملات وعاملي القطاع الفلاحي وملاذا لطلبة ولاجئين أجانب من دول افريقيا جنوب الصحراء لمجابهة مصاريف عيشهم، ويمثل فقدان مئات الآلاف من أيام العمل في القطاع الفلاحي بسبب تراجع المساحات السقوية مشكلة اقتصادية ذات ثقل هام وذات تداعيات اجتماعية أثقل.

 

*سهام عمار